هذا الكتاب هدفان مزدوجان
الأول: تعريف بالنظريات وبالمفاهيم المتعلقة بمسألة تصنيف النصوص، حيث اهتم
فيه مؤلفه بالتعريف بكثير من المفاهيم التي تدور في اللسانيات النصية التي لم تلق
الاهتمام الكافي، وبأهم الاقتراحات التي كان لها تأثير في نظريات تصنيف النصوص.
وبالتعريف بالتوجهات العامة التي تتفرع عنها تلك النظريات، ولكثرة الأعمال
والاقتراحات التي تدخل في هذا الصدد بما يمنع حصرها والتفصيل فيها فإن هذا الكتاب
يسعى لأن يتناول أهم المحطات التي شكلت صورة هذه النظرية، وعن بعض النماذج
التي تعد مثلة لأهم صورها؛
الثاني: بناء نموذج لتصنيف النصوص، من خلال البحث عن المعايير التي يجب الأخذ بها
عند تصنيف النصوص من منظور اللسانيات النصية، حيث لا تزال المحاولات التي
تناولت تصنيف النصوص إلى الآن غير مكتلمة، ولم تلق اتفاقا بين اللسانيين والمحللين
وقد قدم المؤلف اقتراحات جديدة في هذا الصدد من شأنها أن تحل كثيرا من العقبات
التي تواجه التصنيف انطلاقا من إعادة النظر في بعض المبادئ التي يقوم عليها هذا
العلم، وهذا ما من شأنه أن يفتح مجال النقاش في هذا الموضوع، بما قد يثمر في بناء
نظرية مستقرة ومكتملة.